وط ء ظلال اشجار الجزورين التي كانت تقف على الطريق الرملي حيال الضوء المنبعث من المحاق ، كان يرى- ليلا- رجالا ملثمين يقطعون الطريق عرضا من حقـل لآخر، وكان هذا يدب بالقشعريرة فى خاصرته ويضيق من نفَّـسه ، رغم كل ذلك تقدم بخطوات ثابتة متأنية ، و عندما كان يصل الى آثار الاقدام التي تحزم الطريق ، يتلفت فلا يجد شيئا ، فيتقدم اكثر ، الى ان وصل فجأة الى الجبل العظيم ، الذى طالما سمع عنه الحكايا منذ كان طفلا ، ها هو امام عينيه ، وحش أسود سيطر على جزء كبير من الارض واختلس عنوة جزء من جو السماء وله زراع طويلة تمتد فى البحر تتكئ بمرفأ على الشاطيء ، لقد أخافته الحكايا عن الفارين الى الجبل ولكنه الآن خائفا من الجبل نفسه ، وأكثر إعتدادا بشجاعة من فروا الى الجبل ، صعد محتاطاً الصخور الاولى فاستهوته اللعبة عندما اجتاز الاختبار الاول بنجاح ، فانطلق متسلقا بسعادة وامل مترع . الى ان وصل الى حافة سفح يمكن الارتكان اليه كمحطة . مد يده يمسك بالصخرة الحادة , فقبضت كفه على اصابع لقدم حافية لإمرأة عارية تماما ، سمراء تشوبها حمرة تكاد تنير المكان المظلم . تقف شاهقة على الحافة ، بوغت فلملم المتبقي من انفاسه ومد إليها ذراع النجدة .فأبت ان تمد يدها وتراجعت مبتسمة الى الخلف ، ممتلىء هو بذكورة الرجل وخشية ضياع هيبته رسم صورة جديدة للفحولة القادمة من اسفل الجبل الى اعلاه . واعتمد على الغضب فى الصعود ، وعندما هبط من جذوته السريعة لم يكن فى حاجة لإرتداء ملابسه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق